محمد حامد (دبي)

صحيح أنه لا يمكننا أن نتوقع ماذا سيحدث غداً، إلا أن 25 سبتمبر الجاري، قد يكون مؤشراً على مستقبل أكثر بريقاً ينتظر مانشستر سيتي، ففي اليوم المشار إليه شهدت الملاعب الإنجليزية ميلاد موهبة كروية ينتظرها غد واعد من صناعة أكاديمية النادي، وهو فيل فودين البالغ 18عاماً، والذي سبق له الظهور مع الفريق في بعض المباريات، إلا أن تألقه اللافت في الدور الثالث لكأس رابطة المحترفين الإنجليزية، وقيادة البلو مون للفوز على أكسفورد يونايتد بثلاثية شهدت تسجيله هدفاً، ومشاركته في صنع هدف لجابرييل جيسوس، وآخر لرياض محرز، إنما يؤشر على أن شعار «صنع في سيتي» ليس مجرد شعار، بل هو واقع حقيقي، ومستقبل أكثر بريقاً.
فقد بدأ فودين رحلة التألق بقيادته البلو مون للتأهل إلى دور الـ 16 في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، ويرتبط فودين بقصة عشق رائعة مع «البلو مون»، فهو مشجع للفريق منذ نعومة أظفاره، وابن لأكاديمية النادي التي تسابق الزمن في تقديم المواهب الكروية للفريق الأول، بل لأندية القارة العجوز بأسرها، حيث تسعى إدارة النادي إلى جعل الأكاديمية الأفضل في العالم. فودين البالغ 18 عاماً، والمولود في ستوكبورت التي تبعد عن قلب مدينة مانشستر بنحو 10 كم، انضم لأكاديمية النادي قبل أن يتجاوز 8 سنوات، ومنذ هذا الوقت وهو يشتهر بعشقه لمان سيتي، فهو لم يكن مجرد طفل صغير يتمتع بالموهبة ويبحث عن فريق يلعب له، بل إنه ذهب إلى مان سيتي تحديداً لتحقيق حلمه، وبعد سنوات من التدريب في أكاديمية مان سيتي جذب الأنظار بقوة، وأصبح واحداً من المواهب الواعدة في إنجلترا، ما جعله لاعباً أساسياً في منتخبات إنجلترا لجميع المراحل السنية، بداية من منتخب تحت 16 عاماً، مروراً بمنتخبات 17 و18 و19 عاماً. وتتشابه موهبة فودين وطريقته في الأداء، ومركزه، وكذلك مواصفاته الجسدية مع أندريس إنييستا نجم البارسا والمنتخب الإسباني السابق، وأحد النجوم الذين صنعوا مجد البارسا، وتوهجوا في حقبة بيب جوارديولا، وعقب تألق فودين في مباراة السيتي أمام أوكسفورد يونايتد في الدور الثالث لكأس الرابطة خرج كارل روبنسون المدير الفني لفريق أكسفورد ليؤكد أنه شاهد إنييستا الجديد في هذه المباراة، فالنجم الإنجليزي الصاعد هو اللاعب الأقرب في العالم لأسطورة البارسا وإسبانيا السابق.
من ناحيته، أكد بيب جوارديولا أنه لا يريد أن يطلق على فودين لقب «إنييستا الجديد» خاصة أن رسام البارسا هو أحد المواهب التي يصعب تكرارها في عالم كرة القدم، وتابع المدرب الإسباني: «لقد شاهدتم فرحته بهدفه الأول في مسيرته معنا، هذا الفتى ليس مجرد لاعب صاعد موهوب، بل هو عاشق لمان سيتي، يمكنكم رؤية حبه للفريق في كل كرة، ومع كل تحرك له، هو ليس في حاجة ليؤكد موهبته، إنه لاعب كبير بما يملكه من قدرات خاصة، أعتقد أن فودين هو مستقبل السيتي في السنوات العشر المقبلة».
وقال النجم الواعد: «إنه لا يجد الكلمات التي تعبر عن سعادته»، مشيراً إلى أن هذا الحلم الذي يتحقق يجعله على يقين بأن المقبل سيكون أفضل، فهو يشعر بالفخر لأنه يساعد مان سيتي الذي يعشقه ويعشق جماهيره على تحقيق الفوز، كما تفاعلت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي مع توهج فودين، وسط إجماع على أن السيتي تلقى خبراً سعيداً في مباراته أمام أكسفورد، بميلاد موهبة جديدة سيكون لها مستقبل كبير».
ويتوقع جوارديولا أن يصبح فودين لاعباً أساسياً في صفوف السيتي والمنتخب الإنجليزي قريباً، فهو يتمتع بالقدرات الفردية والمهارات التي تؤهله لذلك، فضلاً عن تميزه لياقياً، ومقدرته على استيعاب وتنفيذ الجوانب الخططية المطلوبة منه داخل أرض الملعب، وسبق للمدرب الإسباني أن اعتذر في أحد المؤتمرات الصحفية خلال الموسم الجاري للنجم الواعد، حيث قال: «إنه يعتذر لفودين فهو يستحق مكاناً في تشكيلة السيتي، ووقتاً أطول داخل الملعب لإظهار قدراته الحقيقية»، كما تفاعلت صحافة مدينة مانشستر مع تألق فودين، وأشارت صحيفة «مانشستر إيفيننج نيوز» إلى أن الفتى الموهوب يأسر القلوب.